كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



723- الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتعْمل عتاب بن أسيد عَلَى أهل مَكَّة وَقَالَ «انْطلق فقد اسْتَعْمَلْتُك عَلَى أهل الله» فَكَانَ شَدِيدا عَلَى الْمُرِيب لينًا عَلَى الْمُؤمن وَقَالَ لَا وَالله لَا أعلم مُتَخَلِّفًا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة فِي جمَاعَة إِلَّا ضربت عُنُقه فَإِنَّهُ لَا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة إِلَّا مُنَافِق فَقَالَ أهل مَكَّة يَا رَسُول الله لقد اسْتعْملت عَلَى أهل الله عتاب بن أسيد أَعْرَابِيًا جَافيا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ: «إِنِّي رَأَيْت فِيمَا يرَى النَّائِم كَأَن عتاب بن أسيد أَتَى بَاب الْجنَّة فَأخذ حَلقَة الْبَاب فقلقها قِلْقَالًا شَدِيدا حَتَّى فتح لَهُ فَدَخلَهَا».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْكَلْبِيّ قَالَ سُلْطَانا نَصِيرًا عتاب بن أسيد اسْتَعْملهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أهل مَكَّة فَقَالَ: «انْطلق فقد اسْتَعْمَلْتُك عَلَى أهل الله».. فَذكره إِلَى آخِره سَوَاء.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمد الْأَشَج حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن زيد حَدثنَا الْحُسَيْن بن حَفْص حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن خَليفَة عَن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس وَاجعَل لي من لَدُنْك سُلْطَانا نَصِيرًا قَالَ عتاب بن أسيد أمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَكَّة.. فذكره وَلم يذكر فِيهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام.
724- الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَنه لما نزلت وَقل جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل يَوْم الْفَتْح قَالَ جِبْرِيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذ مخصرتك فَأَلْقِهَا فَجعل يَأْتِي صنما صنما وينكت بِالْمِخْصَرَةِ فِي عينه وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل فَينكب الصَّنَم عَلَى وَجهه حَتَّى أَلْقَاهَا جَمِيعًا وَبَقِي صنم خُزَاعَة وَكَانَ فَوق الْكَعْبَة وَكَانَ من قَوَارِير صفر فَقَالَ «يَا عَلّي ارْمِ بِهِ» وَحمله رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَمَى بِهِ فَكَسرهُ فَجعل أهل مَكَّة يعْجبُونَ وَيَقُو لُونَ مَا رَأينَا رجلا أَسحر من مُحَمَّد قلت غَرِيب.
وَرَوَاهُ مُخْتَصرا النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي حَدثنَا أَحْمد بن حَرْب حَدثنَا أَسْبَاط عَن نعيم بن حَكِيم الْمَدَائِنِي حَدثنَا أَبُو مَرْيَم قَالَ قَالَ عَلّي انْطَلَقت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَة فَقَالَ لي «اجْلِسْ» فَجَلَست فَصَعدَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبي فَنَهَضت بِهِ فَلَمَّا رَأَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضعْفي.
قَالَ لي «اجْلِسْ» فَجَلَست فَنزل نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لي: «اصْعَدْ أَنْت عَلَى مَنْكِبي» فَنَهَضَ بِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإنَّهُ ليُخَيل لي أَنِّي لَو شِئْت لَنِلْت أفق السَّمَاء فَصَعدت عَلَى الْكَعْبَة وَعَلَيْهَا تِمْثَال من صفر أَو نُحَاس فَجعلت أعَالجهُ يَمِينا وَشمَالًا وَقُدَّام وَمن بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه حَتَّى إِذا اسْتَمْكَنت مِنْهُ قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْذِفْهُ فَقَذَفْتُ بِهِ فَكَسرته كَمَا تكسر الْقَوَارِير ثمَّ نزلت فَانْطَلَقت أَنا وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَبِق حَتَّى تَوَارَيْنَا بِالْبُيُوتِ خشيَة أَن يَلْقَانَا أحد من النَّاس» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا شَبابَة حَدثنَا نعيم بِهِ سَوَاء، وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ فِيهِ فَصَعدت عَلَى الْكَعْبَة فَقَالَ لي «ألق صَنَمهمْ الْأَكْبَر صنم قُرَيْش» وَكَانَ نُحَاسا مُؤَبَّدًا بِأَوْتَادٍ من حَدِيد فَجعلت أعَالجهُ وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل الْآيَة قَالَ فَلم أزل أعَالجهُ حَتَّى اسْتَمْكَنت فِيهِ.. الحَدِيث، وقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
725- الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من لم يسْتَشف بِالْقُرْآنِ فَلَا شفَاه لَهُ» قلت: رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا ابْن بَاقِل رَاقِم بن أَحْمد الْقَارِي حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مدرك البُخَارِيّ حَدثنَا عبيد الله بن وَاصل حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف حَدثنَا أَحْمد بن الْحَارِث الغساني حَدثنَا سَاكِنة ابْن الْجَعْد قَالَ سَمِعت رَجَاء الغنوي يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من لم يسْتَشف بِالْقُرْآنِ فَلَا شفَاه الله» انْتَهَى.
726- الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ:
عَن ابْن بُرَيْدَة قَالَ لقد مَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم الرّوح. قلت: فِي الْوَسِيط لِلْوَاحِدِيِّ وَقَالَ عبد الله بن بُرَيْدَة مَا بلغ الْإِنْس وَالْجِنّ ولَا الْمَلَائِكَة وَلَا الشَّيَاطِين علم الرّوح وَلَقَد مَاتَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يعلم الرّوح.
727- الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَن الْيَهُود أرْسلت إِلَى قُرَيْش أَن سلوه عَن أَصْحَاب الْكَهْف وَعَن ذِي القرنين وَعَن الرّوح فَإِن أجَاب عَنْهَا أَو سكت فَلَيْسَ بِنَبِي وَإِن أجَاب عَن بعض وَسكت عَن بعض فَهُوَ نَبِي فَبين لَهُم الْقصَّتَيْنِ وَأبْهم أَمر الرّوح وَهُوَ مُبْهَم فِي التَّوْرَاة فَنَدِمُوا عَلَى سُؤَالهمْ.
قلت ذكره ابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة أَن أهل مَكَّة بعثوا رهطا مِنْهُم إِلَى الْيَهُود يَسْأَلُونَهُمْ عَن أَشْيَاء يمْتَحنُونَ بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لَهُم سلوه عَن ثَلَاث فَإِن عرفهَا فَهُوَ نَبِي سلوه عَن أَقوام ذَهَبُوا فِي الأَرْض فَلَا يدْرِي مَا صَنَعُوا وَسَلُوهُ عَن رجل بلغ مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا وَسَلُوهُ عَن الرّوح فَلَمَّا رجعُوا سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن ذَلِك فَقَالَ: «غَدا أُجِيبكُم» الحديث بِطُولِهِ وَيُرَاجع.
728- الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قَالَ لَهُم ذَلِك يَعْنِي قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا} قَالُوا أَنَحْنُ مختصون بِهَذَا الْخطاب أم أَنْت مَعنا فِيهِ فَقَالَ بل نَحن وَأَنْتُم لم نُؤْت من الْعلم إِلَّا قَلِيلا فَقَالُوا مَا أعجب شَأْنك سَاعَة تَقول وَمن يُؤْت الْحِكْمَة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا وَسَاعَة تَقول هَذَا فَنزلت: {وَلَو أَنما فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام..} الْآيَة.
قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي سُورَة لُقْمَان هَكَذَا من غير سَنَد وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة لُقْمَان حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مهْرَان حَدثنَا سَعْدَان بن نصر حَدثنَا عَلّي ابْن عَاصِم حَدثنَا دَاوُد بن أبي هِنْد عَن عِكْرِمَة قَالَ عَلّي لَا أعلمهُ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا.. فذكره بتغيير وَزِيَادَة وَنقص وَتَطْوِيل.
729- الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ:
قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم فَقَالَ: «إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم».
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حَدِيث عَلّي بن زيد بن جدعَان عَن أَوْس بن خَالِد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة أَصْنَاف صنفا مشَاة وَصِنْفًا ركبانا وَصِنْفًا عَلَى وُجُوههم» قيل يَا رَسُول الله وَكَيف يَمْشُونَ عَلَى وُجُوههم قَالَ: «إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَقْدَامهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم أما إِنَّهُم يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كل حدب وَشَوْك» انْتَهَى، وقَالَ حَدِيث حسن.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انْتَهَى.
وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور والْحَدِيث مَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الرقَاق وَمُسلم فِي التَّوْبَة عَن أنس أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر الْكَافِر عَلَى وَجهه قَالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرجلَيْن فِي الدُّنْيَا قَادر عَلَى أَن يمْشِيه عَلَى وَجهه يَوْم الْقِيَامَة» قَالَ قَتَادَة بلَى وَعزة رَبنَا انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِلَفْظ الْكتاب فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي بن دُحَيْم حَدثنَا أَحْمد بن حَازِم أَنا يعلي بن عبيد حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن نفيع أبي دَاوُد عَن أنس قَالَ قيل يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر النَّاس عَلَى وُجُوههم قَالَ: «إِن الَّذِي أَمْشَاهُم عَلَى أَرجُلهم قَادر عَلَى أَن يُمشيهمْ عَلَى وُجُوههم» انْتَهَى.
730- قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ إِن أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة وَآخر مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاة وَلْيُصَلِّينَ قوم وَلَا دين لَهُم وَإِن هَذَا الْقُرْآن لتصبحون يَوْمًا وَمَا فِيكُم مِنْهُ شَيْء فَقَالَ رجل وَكَيف ذَلِك وَقد أَثْبَتْنَاهُ فِي قُلُوبنَا وَمَصَاحِفنَا يُعلمهُ أَبْنَاؤُنَا فَقَالَ يسري عَلَيْهِ لَيْلًا فَيُصْبِح النَّاس مِنْهُ فُقَرَاء ترفع الْمَصَاحِف وَينْزع مَا فِي الْقُلُوب.
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز ابْن رفيع عَن شَدَّاد بن معقل قَالَ سَمِعت ابْن مَسْعُود يَقُول إِن أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة وَآخر مَا يَبْقَى من دينكُمْ الصَّلَاة وَلْيُصَلِّينَ أَقوام وَلَا دين لَهُم وَلَينْزَعَنَّ الْقُرْآن من بَين أظْهركُم قَالُوا يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن أَلسنا نَقْرَأ الْقُرْآن وَقد أثْبته الله فِي قُلُوبنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفنَا قَالَ يُسرى عَلَى الْقُرْآن لَيْلًا فَلَا يَبْقَى فِي قلب عبد مِنْهُ شَيْء وَلَا فِي مصحف مِنْهُ شَيْء وَيُصْبِح النَّاس كَالْبَهَائِمِ ثمَّ قَرَأَ عبد الله: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك..} الْآيَة. انْتَهَى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فضل الْقُرْآن وَفِي الْفِتَن وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن زُهَيْر عَن عبد الْعَزِيز بِهِ، ورَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث شريك عَن عبد الْعَزِيز بِهِ.
731- الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ:
عَن صَفْوَان بن عَسَّال أَن بعض الْيَهُود سَأَلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن قوله تعالى: {وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى تسع آيَات بَيِّنَات}. فَقَالَ: «أوحى الله إِلَى مُوسَى أَن قل لبني إسرائيل لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تسحرُوا وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَان ليَقْتُلهُ وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة وَلَا تَفِرُّوا من الزَّحْف وَأَنْتُم يهود خَاصَّة لَا تعدوا فِي السبت».
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي الاسْتِئْذَان وَالنَّسَائِيّ فِي الْمُحَاربَة وَابْن ماجة فِي الْأَدَب من حَدِيث عبد الله بن سَلمَة عَن صَفْوَان بن عَسَّال أَن يهوديين قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِي نَسْأَلهُ فَقَالَ لَا تقل لَهُ نَبِي فَإِنَّهُ إِن سَمعك صَارَت لَهُ أَرْبَعَة أعين فَأتيَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَاهُ عَن قَول الله تَعَالَى: {وَلَقَد أَتَيْنَا مُوسَى تسع آيَات بَيِّنَات} فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تسحرُوا وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَان فيقتله وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة وَلَا تَفِرُّوا من الزَّحْف وَعَلَيْكُم يَا يهود خَاصَّة أَلا تعدوا فِي السبت» فَقبلا يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَقَالا نشْهد أَنَّك نَبِي قَالَ «فَمَا يَمْنَعكُمَا» قَالَا إِن دَاوُد دَعَا الله أَلا يزَال فِي ذُريَّته نَبِي وَإِنَّا نَخَاف إِن أسلمنَا أَن تَقْتُلنَا الْيَهُود انْتَهَى. قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ فِيهِ حَدِيث صَحِيح لَا نَعْرِف لَهُ عِلّة بِوَجْه من الْوُجُوه وَلم يخرجَاهُ وَلَا خرجا لِصَفْوَان شَيْئا انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم من طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَلم يذكر فِيهِ السحر وَكَذَلِكَ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَلم يذكر فِيهِ السحر وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أول الْمَغَازِي وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِلَفْظ السّنَن وَأحمد رَوَاهُ من طَرِيقين لم يذكر فِي احدهما قذف المحصنة وَقَالَ فِي الآخر وَلَا تَقْذِفُوا مُحصنَة أَو قَالَ لَا تَفِرُّوا من الزَّحْف شكّ شُعْبَة والْحَدِيث فِيهِ إشْكَالَانِ:
أَحدهمَا أَنهم سَأَلُوا عَن تِسْعَة وَأجَاب فِي الحَدِيث بِعشْرَة وَهَذَا لَا يرد عَلَى رِوَايَة أبي نعيم وَالطَّبَرَانِيّ لِأَنَّهُمَا لم يذكرَا فِيهِ السحر وَلَا عَلَى رِوَايَة أَحْمد أَيْضا لِأَنَّهُ لم يذكر الْقَذْف مرّة وَشك فِي أُخْرَى فَيَبْقَى الْمَعْنى فِي رِوَايَة غَيرهم أَي خُذُوا مَا سَأَلْتُمُونِي عَنهُ وَأَزِيدكُمْ مَا يخْتَص بكم لِتَعْلَمُوا وُقُوفِي عَلَى مَا يشْتَمل عَلَيْهِ كتابكُمْ:
الْإِشْكَال الثَّانِي أَن هَذِه وَصَايَا فِي التَّوْرَاة لَيْسَ فِيهَا حجج عَلَى فِرْعَوْن وَقَومه فَأَي مُنَاسبَة بَين هَذَا وَبَين إِقَامَة الْبَرَاهِين عَلَى فِرْعَوْن وَمَا جَاءَ هَذَا إِلَّا من عبد الله ابْن سَلمَة فَإِن فِي حفظه شَيْئا وَتَكَلَّمُوا فِيهِ وَأَن لَهُ مَنَاكِير وَلَعَلَّ ذَيْنك الْيَهُودِيين إِنَّمَا سَأَلَا عَن الْعشْر كَلِمَات فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ بِالتسْعِ آيَات فَوَهم فِي ذَلِك وَالله أعلم وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَذَلِك بِلَفْظ السّنَن.